هيلموت لاغوس كولر، رئيس فريق الأمم المتحدة العامل المفتوح العضوية المعني بالحد من التهديدات الفضائية من خلال معايير وقواعد ومبادئ السلوك المسؤول
لا شك أننا نشهد وعيًا متزايدًا بأهمية التصدي للتهديدات والمخاطر التي قد تؤثر على الأنشطة الفضائية ذات الأهمية الحيوية لتنمية الدول ورفاهية مواطنيها،بغض النظر عن مستوى البرامج الفضائية النوعية والقدرات الوطنية.
وفي العامين الماضيين، أدى هذا الاهتمام تدريجيًا إلى حشد الحكومات والأوساط الأكاديمية وممثلي الصناعة والعلماء، وساعد في إثارة بعض المناقشات والعمليات الدبلوماسية بشأن سلامة الفضاء وأمنه واستدامته. في هذه المناقشات، ولا سيما في جلسات الفريق العامل المفتوح العضوية المعني بالحد من التهديدات الفضائية من خلال معايير وقواعد ومبادئ السلوك المسؤول، أصبح من الواضح أن العديد من المصطلحات المحددة المستخدمة في المجال المتعدد الأطراف مفهومة بطرق مختلفة، وفي بعض الحالات، يتم استخدام مصطلحات مختلفة لوصف نفس المفهوم.
هذا الاختلاف لا ينبع من تنوع التخصصات التي تشملها المناقشات فحسب، بل ينبع أيضًا من الفروق اللغوية والتقاليد القانونية المختلفة، وهو ما اعترفت به عدة وفود أثناء مناقشات الفريق العامل المفتوح العضوية. وليس من قبيل المبالغة القول إن غياب الفهم المشترك للمصطلحات المستخدمة بكثرة يشكل تحديًا إضافيًا للهدف الصعب المتمثل في إحراز تقدم ملموس في المناقشات المتعلقة بأمن الفضاء.
ومن المؤكد أن هذا الوضع يحتاج إلى معالجة مناسبة، من أجل منع سوء الفهم والصعوبات غير الضرورية في المناقشات. ويمكن أيضًا استغلال هذا التحدي كفرصة لتحقيق التوافق بل واستكشاف التكامل المحتمل بين هذه المصطلحات المختلفة، ومن ثم الالتزام بمسرد مقبول بشكل عام للمصطلحات المتعلقة بأمن الفضاء.
ولذلك، فإنني على اقتناع بأن هذا المعجم، الذي وضعه معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح ومؤسسة العالم الآمن، بدعم قيِّم من حكومة جمهورية كوريا، يمكن أن يُسهم بشكل كبير في إرساء ذلك الفهم المشترك المفقود. وستساعد هذه المبادرة أيضًا بشكل كبير في جعل المناقشات المتعلقة بأمن الفضاء في متناول الجميع من خلال تقديم تفسيرات لما تعنيه مختلف الجهات الفاعلة عندما تستخدم المصطلحات التي أبرزها المعجم، وكذلك رفع وعي المجتمع الدولي بوجود تفسيرات مختلفة لتشجيع إجراء مناقشة هادفة.
إن هذا المجهود سيحظى بتقدير جميع المشاركين، سواء من الكيانات الحكومية أو غير الحكومية، لأنه يمكن أن ييسر الفهم المشترك للمواضيع والمصطلحات الرئيسية لأمن الفضاء، من خلال توحيد تلك المسائل المصطلحية في نقطة مرجعية عالمية يمكن الوصول إليها. وسيكون هذا أيًضًا أداة ثمينة لإجراء مناقشة متعددة الأطراف أكثر شموًالً، في عملية الفريق العامل المفتوح العضوية، وكذلك في متابعة المناقشات في المجتمع الدولي المكَّلَف بتعزيز الهدف المشترك المتمثل في الحفاظ على فضاء خارجي سلمي وآمن ومحمي ومستدام لما فيه خير ورفاهية البشرية جمعاء.
نمأ مجعم ءاضفلا يجراخلا
1211 جنيف 10
سويسرا